السبت، 24 يناير 2015

سامي الموسى ... من ميدان الهندسة إلى ساحة المطبخ !

 

سامي الموسى

في مطلع عام 2012 وضع المهندس سامي بن ناصر الموسى، صورة وشرحاً لطبق (كاساديا) صنعه في مطبخه على حسابه في موقع “تويتر”، للتدوين المصغر. حظي هذا الطبق البسيط بتصفيق الكثير من متابعيه.

 شجع هذا التصفيق سامي على مشاركة متابعيه المزيد من أطباقه البسيطة. اقترحت عليه متابعة في “تويتر” أن يستثمر تطبيق إنستاجرام، لمشاركة الصور، في عرض أطباقه ومقاديره؛ كونه قد يتيح مزيداً من المساحة للكلمة والصورة. استهجن سامي الفكرة أولاً فهو من أنصار “تويتر” المخلصين، وقتئذ. لكن بعد أن تجول في أرجاء إنستاجرام وجد فيه الملاذ الملائم؛ لعرض هوايته، التي ظلت حبيسة الظلام سنوات عديدة.

 

ركز سامي على تبسيط صناعة الأطباق. الطبق الذي كان يستغرق ساعتين أصبح برفقة سامي لا يستغرق سوى دقائق. تدفق المبتعثون والمبتعثات على حسابه، الذي يزدحم بالشروحات والصور والفيديو.

 

تساءل سامي بينه وبين نفسه: كيف أستطيع أن أصنع لنفسي خطاً مختلفاً؟ أجاب بنفسه بسرعة عن سؤاله حول معاناته مع القولون إلى خط خاص. صنع أطباقاً لا تتسبّب في استفزاز قولونه وعرضها على متابعيه. أقبل عليها متابعوه المصابون بالقولون بسخاء. غمروه شكراً وثناءً؛ لأنه منحهم حلولاً ذكية ومتاحة بعد صراع مرير مع خيارات غير مناسبة.

التفاعل الكبير، الذي وجده سامي، المتخصّص في الهندسة المدنية، جعله يتخذ القرار الذي أجّله طويلا، المتمثل في افتتاح شركة أغذية تتفرع منها سلسلة مطاعم ومقاه متخصّصة في الرياض.

يحس سامي بسعادة كبيرة كلما ولّى وجهه شطر المطبخ. يشعر أنه يطبخ مستقبله بيديه بعد أن ظل الآخرون يتناوبون على إعداد مستقبله نيابة عنه.


أصبحت أطباق سامي خلال فترة وجيزة مطلباً ملحاً للكثيرين، يتهافت على أطباقه وتوابله المئات. فكلما شارك في بازار أو مهرجان نفدت منتجاته بسرعة البرق.

إن “إنستاجرام” ورشة عمل ينبغي أن يستغلها أي موهوب. يتذوق عبرها آراء الناس ثم ينتقل إلى مستوى أكثر احترافية.

يعمل سامي حالياً على قدم وساق لافتتاح شركته الواعدة، مستذكراً جلوسه بجوار والدته، رحمها الله، وهي تعد أقراص البر.

يؤكد سامي أنه يقوم بإعداد هذه الأقراص كلما اشتاق إلى أمه. لكن لم يكن يعلم أن هذا الشوق سيمهد له الطريق إلى هذا المصير اللذيذ.

كلما قمنا بأعمال نحبها، حققنا نجاحاً لا يخطر على بالنا، وكلما أصررنا على القيام بأشياء لا نطيقها، انغمسنا في حزننا واكتئابنا. مَن يصنع طبقاً رديئاً قطعا لن يستمتع به.




بقلم عبدالله المغلوث

هناك 6 تعليقات: